عالم بلا رحمة
في دراسة أجريت في جامعة ماسشوست الطبية الامريكية ونشرت في مجلة:
Journal Of Behavioral Medecine
تبين أن الرجال لا يتقبلون الاعتذار بعكس النساء ....
فقد تطوع عدد من الرجال والنساء لاختبارات حسابية وهم تحت
مراقبة المعدات الطبية المختلفة من كهرباء الرأس الى القلب الى ضغط الدم....
وأثناء الاجوبة تعرض المتطوعون الى ملاحظات لاذعة من المسؤول مثل: "" انت بطي "" او " دماغك لا يعمل"" او "" كيف حصلت على شهادتك؟"" او " لست مؤهلا لذلك" الخ...
وبعد الانتهاء جرى تقسيم الرجال الى قسمين وكذلك النساء . وتقدم الفاحص باعتذاره عما بدر منه الى القسم الثاني من الرجال والنساء واحداً واحداً. واظهرت نتيجة الفحوصات الطبية المختلفة أن الرجال لا يتقبلون الاعتذار بصورة عامة بعكس النساء تماماً....
فقد بقي ضغط الدم مرتفعاً عند الرجال بينما رجع ضغط دم النساء الى طبيعته وكانت دلائل الارتياح ظاهرة على وجوههن وأفكارهن.
وبينّت النتيجة أن تقبّل الاعتذار يريح القلب بعكس التشنجات عند الرجال رغم الاعتذار مما قد يعرضهم الى نوبات قلبية في المستقبل
وهنا أتساءل : هل كان من الضروري اجراء كل هذه الدراسات للوصول الى نتيجة نعرفها بصورة عامة ولو أنّنا نتجاهلها في معظم الأحيان؟
أليس عالمنا - الامس واليوم وربما غداً -هو عالم الرجال؟..
وماذا كانت نتيجة حكام العالم من الرجال منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا؟.. حروب طاحنة كانت قبلية فتحولت الى دولية ... فعالمية .... لترجع اليوم مئات السنين الى الوراء فتصبح قبلية او طائفية او مذهبية الى ما هنالك من حروب انتحارية...
واتسءل ايضاً في حلم يقظة ما الذي قد يحصل لو كان حكام العالم اجمع من النساء؟
المرأة هي اولا ً ابنة تجلّ اهلها ثم امّ تحضن اطفالها وترضعهم روح المحبة والتسامح والغفران وزوجة اعطت حياتها كلها لزوجها.. هل يمكن لهذه المرأة ان تحكم وتعم الدنيا العاطفة والرحمة والمحبة والغفران؟...
نعم.... ولا....
نعم اذا تمكنت اخلاق سكان هذا العالم من التغلب على غرائزهم..
وهذا يبدو من رابع المستحيلات ولطالما بقي الرجل لا يتقبل الاعتذار أي أنّه لا يرحم......
لم يتغير شيء منذ التاريخ ولن يتغير ابداً..
فالحق للقوة....
اللهم إلاّ اذا زلزلت الدنيا كلها ومات كل سكانها ولم يبق منهم إلاّ القليل من الفقراء الطيبين...
طبعاً ليست هذه امنيتي.... لكن ما أراه من حولنا يجعلني اكفر بالانسان وبكل تقنياته أكانت للترفيه المبطن او للقتل الافرادي او الجماعي !!!
بقلم | ريما صايغ جنحو.