قد يؤدي تعاطي المخدرات إلى زهق الكثير من الأرواح الإنسانية ودمار الأسر والمجتمعات وفقدان الأمن والاستقرار، وهي خسائر لا تقدّر بالمال وتؤثر بشكل سلبي على الناحية الاجتماعية والأخلاقية. مما يقود المجتمع إلى مقاومتها والتخفيف من تأثيرها بل العمل ضدها من خلال برامج العلاج والوقاية وتوظيف الإمكانيات المتزايدة التي يتم تجنيدها وإعدادها لمكافحة جريمة المخدرات مما يحمِّل المجتمع كلفة هائلة، ناهيك عما تقتضيه محاربتها من معالجة ومن استنزاف للموارد وما تستلزمه من خدمات وما تسببه من أضرار حيث أن كلفة شراء المخدرات الممنوعة أقل بكثير من المبلغ الذي ينفق على نظام المكافحة.
إن المواد المخدرة أياً كان نوعها أو وضعها القانوني أو مدى قبولها في المجتمع هي مواد ذات خطورة كبيرة وأضرارها تشل المجتمع الإنساني وتضر بأخلاقه واستقراره وأمنه ومصادر عيشه، كما توجد ترابطات بين الأنواع المختلفة من المخدرات وغيرها من المواد التي تؤدي إلى الإدمان. عادة ما يبدأ المتعاطي باستخدام مواد خفيفة ثم ينتهي به الأمر إلى الإيغال في الإدمان وتعاطي المواد الخطرة. وقد بينت الدراسات العلمية المختبرية أن تعاطي بعض المواد المخدرة يدفع الفرد إلى تعاطي مواد أخرى أكثر خطورة.
إن ضعاف الشخصية وغير القادرين على مقاومة ورفض إغواء أصدقائهم، أو الذين هم في مأزق ومشاكل اجتماعية وليست لديهم المقدرة والمهارات على التعامل مع مثل تلك المشاكل هم الأكثر عرضة للوقوع في شباك المخدرات عن غيرهم من الناس.
لذا فلابد من اتخاذ بعض الإجراءات العلمية والعملية لمساعدة المجتمع في الوقاية من الإدمان، وإن من أفضل الأشياء التي يمكن عملها لتعزيز قدرات الشباب وجعلهم يتخذون قرارات ذكية تجاه المخدرات هي احترامهم وتعزيز فرصهم في المشاركة والإسهام الإيجابي في خدمة أنفسهم وأسرتهم ومجتمعهم. كما ولابد أن يكون للأسرة دور أساسي وفاعل في مقاومة ومكافحة الإدمان، ومن السلوكيات والإجراءات التي يجب اتخاذها من قبل الأسرة ما يلي:
أن يكون الوالدان هما القدوة الحسنة في السلوك والمعاملة والتوعية قولاً وفعلاً.
أن يتسم جو الأسرة بالألفة والمودّة والقول الحسن، لأن الإيذاء اللفظي بالسب أو اللعن أو الإهانة أو وصف الأطفال بصفات سلبية هي سبب رئيس في قتل شخصياتهم.
وعي الوالدين وإدراكهم لمهارات الأبوة والأمومة، وحسن التعامل مع أبنائهم، خاصة خلال مرحلة المراهقة حيث إن سوء معاملة الأسرة قد يدفع الأبناء إلى مصادر التوجيه والاهتمام خارج الأسرة، حيث رفاق السوء وسبل الانحراف.
رفع الكفاءة الاجتماعية للأسرة من حيث توثيق ترابطها مع المجتمع المحلي ومؤسساته وموارده، وتحسين علاقتها بالجوار.
سلوكيات متعاطي المخدرات[/justify][justify][b]