يقال : أن الفرق بين حب هذه الأيام والحب أيام زمان هو أن الحب سابقاً كان ينبع من القلب أما اليوم فقد نزل إلى المعدة . كان الرجل إذا أحب امرأة ضحى بالغالي والرخيص كي يتزوجها أما اليوم إذا أحب
الرجل امرأة ضحت هي بالغالي والنفيس كي يستر عليها ولا يفضحها . كان الحب يوصل إلى الجنون من شدته أما اليوم فمن الجنون أن تحب .!! لأن الحب للمراهقين .
كانت المرأة إذا أحبت بان ذلك في عينيها ووجهها أما اليوم فإنه يظهر من قصر فستانها وفحش مكياجها .
كان الرجل إذا أحب امرأة آثر العزلة عن الخلق كي لا ينشغل عن حبيبته واليوم إذا أحب الرجل امرأة تعرف على صديقاتها .!!
كان الرجل إذا أحب امرأة وأراد أن يغازلها شبهها بالنسيم العليل ووجه القمر أما اليوم فإنه إذا أراد أن يغازلها شبهها بالهمبرغر والبوظة والبيبسي . كان هدف الحب أيام زمان الزواج بينما الحب اليوم فهدفه قطع تذكرتين في مؤخرة صالة السينما والباقي بعد إطفاء الأنوار .
كانت لغة الحب العيون فأصبحت لغة الحب اليوم « السلو والديسكو » . كانت المرأة يعجبها من الرجل رجولته وشجاعته وأخلاقه بينما المرأة اليوم يعجبها من الرجل جيبه ومنصبه وخفة دمه .!! كانت غيرة الرجل على المرأة مؤشر أو دليل حب أما غيرته اليوم فهي دليل رجعية وظن ومركب نقص .!! كان الرجل يرى حبيبته في المنام واليوم يراها في شقته الخاصة .!! كان الرجل لا يعرف إلا حبيبته أما في هذه الأيام فالرجل يتعرف كل يوم إلى حبيبة .
في هذا العصر وهذا الزمان أصبح الحب وجبة مقرها المعدة أو ماكياجاً يباع في السوبر ماركت بجانب الفجل والبصل والرموش المستعارة والمخالب المستعارة والأنياب المستعارة ووو .
في هذا الزمان الحب سهرة بفستان حصلت عليه الفتاة بسلبطة نسائية تعيسة وبات الحب عبارة عن نظرية تحفظها الفتاة في أي مدرسة من مدارس الشوارع والأزقة المظلمة . أصبح الحبيب مثل حقيبة اليد ومقدار تناسبها مع البلوزة والتنورة والحذاء . وأصبحت الحبيبة مثل ربطة العنق وتناسبها مع القميص والجاكيت والحذاء . كما أصبحت القطط تمثل أرقى حالات الرومنسية وينقدح زناد الحب من خلال الانترنيت وقد يثمر زواجاً لا عجب أن نرى مثل هذا الحوار بين هذين العاشقين الولهانين . هو : أحبك .. أحبك .. أحبك .. هي : ياي .. ياي .. ياي ..
هو : عندما أراك تطلين علي بوجهك المشرق أشعر بشهية غريبة للشاورما والبيتزا . هي : حبيبي عندما أراك مقبلاً نحوي أشعر أني ملكت ( جوز أساور ) 42 قيراط ومعاهم حبكة لشعري عندما أمل من تسريحه وسيشواره . هو : حبيبتي كم أنت جميلة .?! فوجهك النقي يشبه زبدة لورباك الدانمركية الأصلية وليست المزورة أما عيونك يا سلام على عيونك عندما أنظر إليهما أشعر أني أغوص في بحر من البيبسي أما شفتاك وخصوصاً عندما تضعين أحمر الشفاه . تصبحين أجمل من قطعة كاتو مغطس بالفريز والكاكاو .
هي : أن أجمل لحظات عمري هي التي أقضيها معك في محلات الجواهر والألبسة هل تذكر ( وهي تضحك ) يوم يوم يوم أخذتك إلى محل الأحذية واشتريت لي حذاء ومشينا على الطريق وتسابقنا جرياً وانكسر كعب الحذاء ومشيت حافية واشتريت لي حذاء آخر ورمينا بالحذاء القديم من نافذة السيارة ووقع فوق رأس أحد المشاة .
هو : وتذكرين عندما سهرنا في آخر السنة في أحد الكازينوهات وبقينا حتى آخر الليل وعندما رجعنا إلى البيت كي أوصلك ووجدنا أهلك قلقين عليك وهم ينتظرون على الرصيف وعملت نفسك مريضة وكنت في المشفى وضحكنا على أمك وأبيك ... ?? وأكلوا المقلب .
هي : ياه ... أيام لا تنسى
هو : فعلاً الحب شيء لذيذ !!! (حورية البحر)