شكرا لك اخي خل التفاح ولقد تعودنا على طرحك المميز والمفيد...
عرف الإنسان الطين وفوائده العلاجية منذ فترة طويلة، فمنذ خمسة آلاف سنة برعَ الفراعنة في استخدامه كأداة من أدوات التجميل، كما استعملوه للاستشفاء من بعض الأمراض كعلاج كسور العظام مثلاً، فقد كان قدماء المصريين يقومون بلف المكان المكسور بقطع من القماش بعد خلطة بالطين الذي كان يحل محل الجبس الذي نعرفه اليوم والذي لم يبدأ استعماله إلا عام 1798م
منذ زمن طويل عرف الناس الطين وفوائده العلاجية، وفي زمن (هيروتس) استخدم الطين لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية، وحتى قبل (هيروتس) بكثير في القرن الثاني قبل الميلاد ذكر المؤرخ (بليني) ما اسماه أراضي الطين الشافية لجميع الجروح وجميع الأمراض، وهذه الأراضي هي أوروبا الشرقية وخاصة دول البحر الأسود، وكذلك البحر الميت في الأردن، وكانت تنتشر هناك ما يشبه المصحات للعلاج بالطين وبالماء المالح.
اخترق التجميل بالطين فنون التجميل الحديثة، متميزا بتوفر خاماته، فقد عرفه الفراعنة، وبرعوا في استخدامه كأداة من أدوات التجميل، كما استعملوه للاستشفاء من بعض الأمراض، وكان التجميل بالطين من أبرز الوصفات التجميلية للملكة كليوباترا، ولا يزال حمامها الشهير بمدينة مرسى مطروح الساحلية من أشهر معالم المدينة السياحية والأثرية، مما جعل مراكز التجميل والعلاج بالطين تنتشر في العديد من القرى والمناطق السياحة في مصر.
كانت كليوباترا تقوم بتخزين الطين ممزوجا بالمسك والعطور في أوانٍ فخمة أشبه بعلب الماكياج اليوم؛ لكي تستخدمه في تجميل بشرتها لتزداد نعومة، ويكسبها اللون البرونزي المميز للفراعنة، كذلك على جدران المعابد نجد أن الشعر المموج ـ كما نسميه اليوم ـ كان الموضة السائدة للنساء المصريات فهن أول من ابتكرنه، حيث كانت تغطي شعرها بالطين، ثم تلفه حول قضبان خشبية صغيرة حتى يجف، ونتيجة ذلك تنشأ هذه التموجات، وتظل على حالها لعدة أيام.
أشهر أنواعه الأخضر، لما يحتوي عليه من أوكسيد الماغنسيوم، الذي يعمل على تطهير البشرة وامتصاص الدهون منها، وكذلك الطين الأحمر، الغنى بأوكسيد الحديد، الذي يساعد على تجديد الخلايا ويلائم بشكل كبير البشرة الجافة.
أما الطين الأبيض فهو غني برمل الصوان، ويساعد الجسم على استعادة الأملاح والتخلص من السموم، ويلائم البشرة الحساسة، فيما يتميز الطين الأصفر بغناه بالأملاح، إضافة إلى انه يساعد على إعادة الأوكسجين للبشرة، مما يجعله الأنسب للبشرة المجهدة.
ويلائم الطين الأزرق جميع أنواع البشرة، لما له من خصائص مطهرة تمنح البشرة النضارة.
من جهته، يحتوي الطين الرمادي على نسبة عالية من الزنك، الذي يساعد الجسم على إفراز الأملاح والماء المحتبس، وهو يصلح للتخسيس كعلاج موضعي على المنطقة المراد تنحيفها، بينما يحتوي الطين الأسود (رمل سفاجا) على نسبة مرتفعة جدا من الأملاح وله دور فعال في تخليص البشرة من كافة الأمراض الجلدية، وهذا معروف على مستوى العالم....مع تحيات حورية البحر